
ما هي الفرق بين Crashing و Fast Tracking في تسريع الجدول الزمني؟
في عالم إدارة المشاريع الحديث، تواجه الفرق والمشرفون على المشاريع في كثير من الأحيان تحديات تتعلق بالجدول الزمني للمشروع، خصوصاً عندما تصبح المواعيد النهائية ضاغطة أو عندما تتطلب ظروف السوق أو العملاء تسريع الإنجاز. هنا تظهر الحاجة إلى استخدام تقنيات تسريع الجدول الزمني (Schedule Compression)، وهي مجموعة من الأساليب التي تهدف إلى تقليل مدة المشروع دون التأثير على نطاقه الأساسي أو جودة المخرجات النهائية. من بين أبرز هذه التقنيات تبرز طريقتان رئيسيتان وهما: Crashing و Fast Tracking.
أولاً: مفهوم تسريع الجدول الزمني
قبل الدخول في تفاصيل Crashing و Fast Tracking، يجب فهم معنى تسريع الجدول الزمني. يشير هذا المصطلح إلى الإجراءات المتخذة لتقليل مدة المشروع الإجمالية مع الحفاظ على نطاقه وأهدافه. ويأتي تسريع الجدول الزمني عادةً في حالات:
- الحاجة لتلبية مواعيد تسليم عاجلة.
- مواجهة تأخيرات غير متوقعة أثناء تنفيذ المشروع.
- ضغط العملاء أو السوق لإكمال المشروع بسرعة.
- تقليل التكاليف غير المباشرة المرتبطة بالمدة الطويلة للمشروع.
توجد عدة طرق لتسريع الجدول الزمني، ولكن الطريقتين الأكثر شيوعاً هما Crashing و Fast Tracking، وكل منهما له خصائصه ومخاطره وآليات تطبيقه.
ثانياً: Crashing (التحطيم)
Crashing، أو ما يُعرف أحياناً بـ “التحطيم” أو “التكثيف”، هو أسلوب لتسريع المشروع عن طريق زيادة الموارد على النشاطات الحرجة في المخطط الزمني لتقليل مدة هذه النشاطات.
خصائص Crashing:
- زيادة الموارد: يعتمد Crashing على تخصيص موارد إضافية مثل العمالة، المعدات، أو حتى الميزانية، لتقليل الوقت المستغرق في تنفيذ النشاطات الأساسية.
- تطبيق على المسار الحرج فقط: لا يتم تطبيق Crashing على جميع النشاطات، بل يركز على النشاطات الحرجة التي تؤثر بشكل مباشر على مدة المشروع الإجمالية.
- ارتفاع التكاليف: من أبرز سلبيات Crashing أنه يؤدي عادةً إلى زيادة التكاليف، حيث يتطلب توظيف موارد إضافية أو دفع أجر إضافي للعمال أو شراء معدات جديدة.
- تقليل المدة بدقة: يمكن عبر Crashing تحقيق تقليل ملموس في مدة المشروع، لكنه يحتاج دراسة دقيقة لتجنب التأثير على جودة المشروع.
أمثلة على Crashing:
- توظيف عدد أكبر من العمال لإنهاء نشاط البناء خلال أسبوع بدلاً من أسبوعين.
- دفع أجر إضافي للموظفين للعمل لساعات إضافية لتسريع الإنتاج.
- استخدام معدات حديثة تؤدي إلى تقليل زمن تنفيذ الأنشطة الحرجة.
مزايا Crashing:
- تقليل مدة المشروع بشكل واضح وملموس.
- يركز على النشاطات الحرجة التي تحدد مدة المشروع.
- يمكن تنفيذه بشكل تدريجي وفق الموارد المتاحة.
عيوب Crashing:
- ارتفاع التكاليف بشكل كبير أحياناً.
- يمكن أن يسبب ضغطاً إضافياً على الفريق.
- لا يمكن تطبيقه على جميع الأنشطة بنفس الفعالية.
ثالثاً: Fast Tracking (التسريع المتوازي)
Fast Tracking، أو ما يُعرف بـ “التسريع المتوازي”، هو أسلوب آخر لتسريع المشروع، يعتمد على إعادة ترتيب النشاطات لتتم بعضها بشكل متوازي بدلاً من التسلسل التقليدي. بمعنى آخر، يتم تنفيذ بعض الأنشطة في الوقت نفسه التي كانت تُنفذ بشكل متتابع.
خصائص Fast Tracking:
- إعادة ترتيب الأنشطة: يعتمد Fast Tracking على تعديل الجدول الزمني بحيث تتم بعض الأنشطة المتسلسلة بالتوازي، خاصة تلك التي لا تعتمد على نتائج بعضها البعض بشكل كامل.
- زيادة المخاطر: لأن تنفيذ النشاطات بشكل متوازي قد يؤدي إلى تضارب أو تداخل بين الأعمال، فإن Fast Tracking عادةً ما يكون أكثر خطورة من Crashing.
- تقليل التكلفة في بعض الحالات: غالباً لا يتطلب Fast Tracking تخصيص موارد إضافية، لذا قد لا يزيد من التكلفة كما يحدث في Crashing.
- تطبيق على الأنشطة الحرجة: مثل Crashing، يركز Fast Tracking على الأنشطة الحرجة التي تحدد طول المشروع الإجمالي.
أمثلة على Fast Tracking:
- بدء أعمال التشطيب في المبنى قبل الانتهاء الكامل من الهيكل الخرساني إذا كانت هذه العملية ممكنة دون التأثير على الجودة.
- إعداد التوثيق أو التقارير الفنية بالتوازي مع عمليات التطوير أو التصميم.
- تنفيذ مرحلة اختبار النظام أثناء التطوير بدلاً من الانتظار لإنهاء جميع البرمجيات.
مزايا Fast Tracking:
- تقليل مدة المشروع بدون زيادة كبيرة في التكاليف.
- يمكن أن يكون فعالاً عندما تكون الأنشطة مستقلة نسبياً أو لديها مرونة.
- يسرع الإنجاز بشكل مرن ويمكن تطبيقه جزئياً على أجزاء المشروع.
عيوب Fast Tracking:
- يزيد من احتمالية حدوث أخطاء أو إعادة العمل بسبب التداخل بين الأنشطة.
- يحتاج تنفيذه إلى تنسيق شديد بين الفرق المختلفة.
- غير مناسب لجميع أنواع المشاريع، خصوصاً تلك التي تتطلب تسلسل صارم للعمليات.
رابعاً: مقارنة بين Crashing و Fast Tracking
| الخاصية | Crashing | Fast Tracking |
| الهدف | تقليل مدة الأنشطة الحرجة عن طريق زيادة الموارد | تقليل مدة المشروع عبر تنفيذ الأنشطة بالتوازي |
| التكلفة | غالباً زيادة كبيرة في التكاليف | عادة لا يزيد التكاليف بشكل كبير |
| المخاطر | منخفضة نسبياً إذا تم التخطيط جيداً | مرتفعة بسبب إمكانية تضارب الأنشطة |
| تطبيق على | الأنشطة الحرجة فقط | الأنشطة الحرجة غالباً وبعض الأنشطة شبه مستقلة |
| النتيجة النهائية | تقليل ملموس ودقيق للمدة | تقليل مرن للمدة مع إمكانية إعادة العمل |
خامساً: متى نستخدم كل طريقة؟
- استخدام Crashing:
يُفضل استخدام Crashing عندما يكون الجدول الزمني قابلًا للتقليص عبر زيادة الموارد، خاصة إذا كانت الإدارة مستعدة لتحمل التكاليف الإضافية. كما أنه مناسب عندما تكون المخاطر المرتبطة بزيادة الموارد منخفضة ويمكن السيطرة عليها. - استخدام Fast Tracking:
يُنصح باستخدام Fast Tracking عندما تكون هناك إمكانية لبدء بعض النشاطات بالتوازي دون التأثير على الجودة أو النتائج النهائية. كما أنه مناسب عندما تكون الميزانية محدودة، لكن هناك استعداد لقبول مستوى أعلى من المخاطر.
في بعض المشاريع، يمكن استخدام كلا الطريقتين معاً لتحقيق أقصى تسريع ممكن للجدول الزمني. على سبيل المثال، قد يتم Fast Tracking لبعض الأنشطة لتوفير الوقت، ثم يتم Crashing للأنشطة الحرجة الأخرى لتعويض أي تأخير متبقي.
سادساً: الخلاصة
إن فهم الفرق بين Crashing و Fast Tracking يمثل عنصراً أساسياً في إدارة المشاريع الناجحة، خاصة عند التعامل مع جداول زمنية ضاغطة. كلتا الطريقتين تهدفان إلى تسريع المشروع، لكن كل واحدة تتبع منطقاً مختلفاً:
- Crashing يعتمد على زيادة الموارد لتقليل مدة الأنشطة الحرجة، ويتميز بزيادة التكلفة ولكن بمخاطر أقل.
- Fast Tracking يعتمد على تنفيذ الأنشطة بالتوازي بدلاً من التتابع التقليدي، ويتميز بتقليل الوقت بدون زيادة كبيرة في التكلفة، لكنه يزيد المخاطر.
إدارة المشروع الفعّالة تتطلب القدرة على تقييم الجدول الزمني، الأنشطة الحرجة، الموارد المتاحة، والتوازن بين التكلفة والمخاطر. واختيار التقنية المناسبة يعتمد على طبيعة المشروع وقيود الوقت والميزانية وجودة النتائج المطلوبة.



